من نحن

كلمة سمو رئيس في اجتماع مجلس أمناء المجلس والشبكة

05 مايو 2025

كلمة
الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود
في اجتماع مجلس امناء المجلس العربي للطفولة والتنمية
والشبكة العربية للمنظمات الأهلية
 
بسم الله الرحمن الرحيم

معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة – الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية
 
السيدات والسادة أعضاء مجلس أمناء المجلس العربي للطفولة والتنمية،             
السادة أعضاء مجلس إدارة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية
الإخوة والأخوات ممثلو المؤسستين الشقيقتين
                                                                                                                    
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعدني أن أرحب بكم جميعًا، وأن أعرب عن بالغ اعتزازي بانعقاد هذا اللقاء السنوي المتجدد لمجلس أمناء المجلس العربي للطفولة والتنمية بدورته الحادية والعشرين، ولمجلس إدارة الشبكة العربية للمنظمات الأهلية في دورته الثالثة، والذي يجمعنا تحت مظلة الالتزام العربي بقضايا الطفولة والمجتمع المدني، لاستعراض ما تحقق من إنجازات خلال العام الماضي، وتقييم التحديات التي واجهتنا، ضمن إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسستان سعياً إلى تمكين الطفل العربي وتعزيز نموه من جهة، وتفعيل دور المجتمع المدني في دعم مسارات التنمية المستدامة من جهة أخرى.
  
إن هذه اللحظة التي نقف فيها اليوم هي لحظة بناء واستشراف، نرسم من خلالها ملامح المستقبل، ونحدد أولويات العمل، مسترشدين برؤى استراتيجية ناضجة وقيم إنسانية راسخة، في ظل عالم يشهد تغيرات متسارعة وتحديات متشابكة على المستويين الإقليمي والدولي وفي خضم هذه التحديات، لا يمكن أن نمضي دون أن نترحم على كل طفل وامرأة ورجل أزهقت أرواحهم ظلمًا وعدوانًا في منطقتنا، ممن طالتهم يد الغدر أو سقطوا ضحايا لصراعات لا ذنب لهم فيها. نسأل الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. إن كرامة الإنسان وحقه في الحياة والأمان من الثوابت التي لا حياد عنها، وصمت العالم أمام هذه المآسي لا يُسقط حق الضحايا، ولا يُطفئ نار العدالة.

وإذ نُقِرّ بثقل هذه التحديات، فإننا نؤمن في الوقت ذاته بقدرتنا على القيام بدورنا التنموي المأمول، من خلال مزيج متوازن يجمع بين أدوات العمل التنموي التقليدية التي أثبتت فاعليتها في بناء الثقة المجتمعية، وبين الوسائل الحديثة كالتكنولوجيا الرقمية، ومنصات التواصل، والذكاء الاصطناعي، التي باتت ضرورة استراتيجية لتسريع الأثر، وتوسيع دوائر التأثير، وتعزيز الشفافية والمساءلة، وتحفيز المشاركة المجتمعية، لا سيما من قبل الشباب.

إن هذا التكامل بين الأدوات التقليدية والحديثة هو ما يمنحنا القدرة على التحرك بثقة في فضاء العمل التنموي، ويفتح أمامنا آفاقًا أرحب لمجتمعات أكثر عدالة وإنصافًا واستدامة.

وعلى ذات النهج، فإننا نتطلع إلى مزيد من التكامل بين المؤسسات العاملة تحت مظلة أجفند، لا سيما تلك المتواجدة في نفس البلد، لتعمل بانسجام وتناسق نحو تعزيز العلاقات فيما بينها، واستقطاب شراكات جديدة ونوعية مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. فعلى سبيل المثال، يمكن للمجلس والشبكة أن يعملا بشكل لصيق مع فرع الجامعة العربية المفتوحة في جمهورية مصر العربية، بما يسهم في توحيد الجهود وتعظيم الأثر على المستفيدين أفرادًا ومؤسسات.

الحضور الكريم
إن مشاركتكم في هذا الاجتماع، سواء حضورياً أو عن بُعد، إنما تعكس روح الالتزام والشراكة التي نعتز بها. ونتطلع إلى أن تثمر مناقشاتنا اليوم عن رؤى طموحة وخطط عملية تسهم في دعم الطفولة وتعزيز دور المجتمع المدني في وطننا العربي الكبير.

ختامًا، أجدد الترحيب بكم جميعًا، متمنيًا لأعمال اجتماعنا كل التوفيق والسداد.   

فلنبدأ على بركة الله